و من الحب ما قتل...مقولة يؤمن بها كثيرون , و هذه هي رسالة الملحمة الرائعة جدا التي لا يمل من مشاهدتها اصحاب الذوق الرفيع , بطلها شاب أحب حبيبته موتا ..انه ديفداس..ذو العيون الحزينة و الوجه المنكسر
هنا نجد قصة حب الفتاة الجميلة بارو ( أيشواريا راي ) ابنة الغجر و صاحبة الروح الحلوة و الجموح الذي يجعلها ترفض مبدأ البيئة من حولها التي لا تحظي فيها النساء بقيمة كبيرة..انها فتاة تريد الانطلاق , و تحلم مع حبيبها ديفداس ( شارو خان ) سليل الحسب و النسب , و هو شاب مقهور من والديه و يخاف والده أكثر مما يحبه , فهو الذي كان يضربه بالسوط من صغره و يمارس عليه القهر , بينما هو يسكت و يتحمل كل شيء في صمت بطبيعته الكتومة و فداء حبه لحبيبته بارو التي ترفض عائلته ارتباطه بها و تمنعه و بل ان والدة ديفداس اهانت والدة بارو علنا أمام الجميع
انتقاما من عائلة ديفداس , تتزوج بارو اضطراريا من رجل ثري في الاربعين من عمره و له احفاد, و هنا يفقد ديفداس الرغبة في كل شيء و يصاب بالانهيار بعد ضياع حبيبته بارو من يده , و يترك بيت أهله
يحاول صديق عمره التخفيف عنه , فيأخذه معه في سهرة حيث يتعرف علي الغانية تشاندراموكي ( مادهوري ديكشيت ) التي تحبه حبا جما و تحاول بشتي الطرق التخفيف عنه و تعويضه بعد ان اصبح يقيم معها , و هي تعرف جيدا انه لا يمكن له ان يحبها لأن قلبه مشغول ببارو , ولا تطلب منه اي شيء من هذا القبيل ..وأقلعت عن مرافقة الرجال و هي تعلم ان ديفداس لن يمسها مهما حدث..... و في هذه الأثناء يدمن ديفداس الخمر و لا يفارق الكاس يده تنشأ صداقة بين تشاندراموكي و بارو الي ان يشي شقيق زوج بارو بتشانراموكي الذي كان احد معجبيها الي شقيقه الذي هو زوجها , فيمارس الشدة علي زوجته و يمنعها من الخروج
يتعرض ديفداس لنزيف حاد و يخبره الطبيب انه سيموت اذا شرب نقطة اخري من الخمر...لكنه يجد نفسه مضطرا للشرب مجاملة لصديق عمره الذي لا علم له بما قال الطبيب , و يشعر ديفداس بنهايته , فيذهب الي بيت بارو ليراها للمرة الأخيرة , و لكن زوج بارو يمنعها بالقوة من لقائه و يموت ديفداس مكسور القلب أمام بيتها و تنهار بارو .
لقد أثبت شارو خان أنه ملك بوليوود بلا منازع , وجاء اختياره لدور ديفداس موفقا جدا أكثر من اي نجم اخر حتي و ان كان سلمان خان الذي كان يود اداء هذا الدور , بل انني اري ان سلمان لا يصلح البتة لدور الشاب الضعيف المنكسر.....أيشواريا راي نجمة رائعة , و لكن خانتها ملامحها المثيرة و عيونها المتوحشة في ادائها لدور الفتاة البريئة الرقيقة , كما خانت مادهوري ديكشيت ملامحها الدافئة و وجهها البرء و نظرتها الحزينة أيضا في دور الغانية و ان كانت قد ادت هنا دور عمرها ببراعة شديدة , لكني كنت افضل ان تتبادل دورها و دور أيشواريا
الاخراج هنا للرائع سانجاي ليلا و أود أن احييه علي هذا العمل الناجح الذي صار ملحمة يتغني بها الناس , و ان كنت اخذ علي ان كأس ديفداس الأخير جاء كحركة ملفقة لموته
تحية كبيرة للأغاني الجميلة بالفيلم و الموسيقي التصويرية الناعمة....ولا أملك ان اصف هذا الفيلم الا بكونه تحفة فنية لطاقم العمل بأكمله ولا ريب